ORIENTATION PEDAGOGIQUE / CULTURE DE PAIX / MEDIATION
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
ORIENTATION PEDAGOGIQUE / CULTURE DE PAIX / MEDIATION

LA CULTURE DE PAIX C'EST LA PAIX EN ACTION . LA MEDIATION EST UNE ACTION.
 
AccueilAccueil  GalerieGalerie  Dernières imagesDernières images  RechercherRechercher  S'enregistrerS'enregistrer  ConnexionConnexion  
Le Deal du moment :
Réassort du coffret Pokémon 151 ...
Voir le deal

Poster un nouveau sujet   Répondre au sujet
 

 المدرسة الموجهة… مقاربة تربوية متجددة

Aller en bas 
AuteurMessage
Mr ABED
Admin
Mr ABED


Messages : 262
Date d'inscription : 09/08/2008
Age : 50
Localisation : maroc

المدرسة الموجهة… مقاربة تربوية متجددة Empty
MessageSujet: المدرسة الموجهة… مقاربة تربوية متجددة   المدرسة الموجهة… مقاربة تربوية متجددة Icon_minitime17/3/2024, 15:23

المدرسة الموجهة… مقاربة تربوية متجددة
أضحى توجيه الفرد معناه إرجاع هذه المسؤولية إليه نفسه ، لأنه في وضع أحسن يمكنه من معرفة ذاته و اهتماماته وميوله وإمكانياته . لذلك أصبح منطق الاستشارة في التوجيه والمقابلة الفردية والتربية على الاختيار ينبني على منح الفرد مكانة المعني الذي يمتلك كل المقومات لتحقيق ذاته. وتتمثل هذه المقومات في قدرات إنمائية حددتها عدة دراسات في نماذج وسيرورات ومراحل التي تؤطر النمو الكامل للشخص بما فيه نمو الميول المهنية وإنماء كل الجوانب المرتبطة بالاختيار في التوجيه .
ارتكز التوجيه إذن في السبعينات والثمانينات أساسا على نماذج إنمائية تتشكل من سيرورات مرتبطة بمختلف المراحل التي تستوجبها إجراءات نمو الميول المهنية . لذا شكل نضج هذه الميول والاهتمامات هدفا وركيزة لبرنامج التربية على الاختيار ، التي بدت حينئذ مقاربة ناجعة ، كونها مبنية على أسس سليمة ومبررة ببعدها التربوي والوقائي الذي يسعى إلى تسليح وتأهيل التلاميذ للاختيار واتخاذ القرار في التوجيه وفي الحياة . هكذا أضحى الاختيار الجيد ، في هذه الممارسة ، ينبثق عن إعداد جيد يقود إلى نضج الميول والاهتمامات الدراسية والمهنية.
انصب الاهتمام في العصر الحالي على البحث عن إجابات لسؤال المآل وسؤال الجدوى: إلى أين يقود هذا ؟ وكيف يصير ؟ وما الجدوى من ذلك؟ لقد برز البراديكم التطوري إذن من صلب هذه الأسئلة ، حيث سعى إلى التكيف مع هذا الواقع المتحول وأسس لتفكير وتفسير مفتوح على التغيير يروم إيجاد إجابات مفتوحة على أسئلة مفتوحة .
إن القناعة السائدة اليوم تتمثل في أن الواقع ليس فقط متغيرا بل فإن التغيير أضحى واقعنا . إن التغيير يشمل كل شيء حولنا ، يشمل العلوم والاقتصاد والمجتمع والمناخ . بل أضحى التغيير شعارا اجتماعيا وسياسيا وتربويا ، كونه أصبح قيمة في حد ذاته . لذا شكل موضوع معارفنا النظرية والعملية بل أفقا لطموحنا لصياغة أجوبة لأسئلة ملحة تتعلق بكيف نكون وكيف نصير ؟ وكيف نحين باستمرار ذواتنا ومعلوماتنا عن المحيط وعن أنفسنا، لنتمكن من اختيار أسلوب مشاركتنا في هذا العالم ؟
لم يعد ممكنا الآن حصر هذا الواقع الغامض والمعقد والمتغير في مصطلحات وصيغ ومفاهيم ثابتة وقطعية ، كونه عالم يتحول تحت تأثير الفعل المتجدد ، ولا يمكن معرفته إلا من خلال الفعل ورد الفعل . هكذا أضحت المعرفة مرتبطة بالفعل : أعرف الشيء وأكتشفه أكثر حينما أفعل فيه وأحتك به وأختبر مختلف مظاهره والظواهر المرتبطة به . وتتطلب هذه المعرفة الناتجة عن الفعل تناول الشيء من كل أبعاده وفي مختلف الظروف والوضعيات والسياقات . إذ ينبغي تناول الشيء في السياق الموجود فيه ، مع استحضار مسلمة تعقده وتعدده عوض تجريده وانتزاعه من واقعه. ليس المهم اليوم تعريفه والوقوف على ماهيته فقط بل إدراك التغييرات والتحولات والتطورات التي تحدث له والمآل الذي يؤدي إليه . إننا في خضم سرعة التحولات مما يحتم اعتماد مفاهيم مفتوحة تترك مكانة لتداعيات وانعكاسات غير متوقعة ، ومما يحفزنا على أن نتحدد باستمرار من خلال التحولات والإبداعات والأحداث التي نحدثها أو التي تطرح نفسها على تفكيرنا وتثيرنا و تسائلنا.
يتميز العصر الحديث أيضا بالاستعجال في إيجاد حلول سريعة وفعالة لوضعيات متجددة من خلال الفعل الآني والفعال . لم يعد الاستعجال وضعية طارئة بل أضحى أسلوب حياتنا . وبالتالي لم يعد هناك زمن للتفكير وزمن للفعل ، بل نعرف ونتعرف من خلال الفعل ، إذ أضحى الفعل معرفة . إن وضعية الاستعجال التي يوجد عليها العالم تقتضي منا تحيين معلوماتنا عن آخر تجليات الشيء الذي يتغير من أجل امتلاك القدرة على الفعل الملائم . لذا أضحت المعلومة معرفة مفتوحة على التحيين الدائم .
في هذا السياق برزت المقاربة الموجهة باعتبارها مقاربة جديدة في التوجيه توافق تفكير وحركية هذا العصر . وتتميز هذه المقاربة بكونها مفهوما مفتوحا على السياقات والأوساط والتطورات التي يعرفها كل محيط. ليست إذن نموذجا محددا ومحصورا في تعارف تامة ومنتهية ، بل تندرج في إطار إجراءات مفتوحة على المستجدات والمتغيرات المرتبطة بدينامية الفرد والمحيط والسياقات . في هذا الاتجاه أضحى توجيه الفرد معناه البحث عن اتجاه عام ينتج عن قراءة متجددة ومحينة باستمرار عن وضعيته ، حيث يبني الفرد قراراته في التوجيه تبعا لتجاربه والسياقات التي تحيط بوضعيته. يهدف التوجيه إذن إلى إعداد الفرد إلى عالم تكويني ومهني واجتماعي مفتوح ومتغير بتغيير الوسط والسياقات. في هذا الإطار فإن المقاربة الموجهة تتوافق مع هذا الواقع المتغير والمتعدد الذي يفرض تفكيرا معاصرا يستوعب المستجدات ويساير المعلومة الجديدة التي تمكن من امتلاك قدرة عالية على التكيف والتموقع الاستراتيجي الملائم . إن التعرف عن الذات ، من منظور المقاربة الموجهة ، تعني اكتشافها من خلال الفعل والاحتكاك بالأوساط والسياقات ومن خلال رفع تحديات عبر وضعيات متنوعة تتطلب الفعل وإعداد الذات وتعبئتها . كما أن فهم عالم الشغل يعني استيعاب حركيته واتجاهاته ومتطلباته المتجددة وفضاءاته من خلال معاينة ومواكبة تجليات ذلك في الواقع المعيش . ويعني النجاح المهني إيجاد أوساط الشغل والسياقات التي تمكن الفرد من توظيف كفاياته واهتماماته وتطويرها سيما تطوير مهاراته التكيفية و»السياقية «إذا صح التعبير.
ومجمل القول إن البراديكم التطوري يمنحنا اليوم المفتاح لفهم حاجات الشباب في التربية وفي التوجيه. إنهم يرغبون في التواجد في أوساط الفعل ليتمكنوا من الوقوف على التطور الحاصل في الواقع و فهمه ، ويرغبون في التواجد في السياقات المؤطرة للفعل ليتمكنوا من كشف واكتشاف ذواتهم وتحيينها . إنهم يرغبون في ملاحظة أوساط العمل في الواقع الملموس من خلال المشاركة في تداريب داخل مؤسسات الإنتاج ، ويشاركون في أيام تكوينية حول عالم الشغل والتكوين والمهن وحول القيم والكفايات التي يتطلبها الاندماج والتكيف والفعل في هذا العالم المتحرك . ويتطلعون إلى مدرسة متصلة بهذا العالم المتحول لا مفصولة عنه ، مدرسة موجهة تقوم بوظيفتين متزامنتين ومنصهرتين ، وظيفة التربية والتكوين ووظيفة التوجيه المنفصلين في الممارسة التقليدية الجارية. ولا تعني وظيفة التوجيه فرض الاختيارات أو التأثير عليها ، بل عكس ذلك تماما ، تعني هذه الوظيفة تحرير التلاميذ من الاختيارات النمطية السائدة ومن الجهل السائد في المدرسة عن العالم الخارجي وعن مستجدات العصر ومحدداته وعن احتمالات وتنبؤات عن المستقبل والمآل.
تتوفر المدرسة الموجهة ، في مقابل ذلك ، على برامج ومناهج تدمج أهداف التوجيه بأهداف التعلم ، وتتمثل أهداف التوجيه في جعل التلميذ يتعرف على ذاته ومقوماتها والتعرف على عالم التكوين وعالم الشغل ، ويمتلك كفايات تمكن من القدرة على وضع اختيارات واتخاذ قرارات تنتج عن احتكاك وتفاوض واع وممفهم بين الفرد والمحيط الدراسي والمهني . كما تقتضي المقاربة الموجهة دمج هذه الكفايات ، خاصة الكفايات الأفقية، في قلب التعلمات، حيث يتمرن التلميذ على ممارستها عبر الدروس التعليمية والأنشطة الموازية ليتملكها بل تصبح قابلة للتوظيف والنقل في وضعيات أخرى داخل المدرسة وخارجها . وتتمثل هذه الكفايات في القدرة على معالجة المعلومة وحل المشكلات والقدرة على الاختيار الملائم وإنتاج وخلق الجديد والتعود على الاشتغال حسب منهجية علمية لبناء المعارف والتجارب ومفهمتها ، والقدرة على التواصل بفعالية والتعاون وممارسة القيادة ، وامتلاك القدرة على التعرف على الذات والاعتراف بها وتأكيدها وتأكيد هوية خاصة.
إن ممارسة الكفايات الأفقية في التعلمات تمنح تلميذ اليوم إذن فرصا متنوعة ومتكررة لبناء هوية خاصة ، أي امتلاك قيم ومواقف يتعلم من خلالها كيف يكون وكيف يصير ، حيث ينتقل إلى شخص معني يفكر بشكل احتمالي واستراتيجي ويفعل ويتصرف من تلقاء ذاته في هذا الإطار الاستراتيجي ، ويتحول إلى ناقد ومسؤول و مستقل ومدبر واستراتيجي ومبادر ومبدع ومنهجي واجتماعي ومفكر .
هكذا ستتمكن المدرسة الموجهة من إعداد التلميذ للحياة المعيشة بشكل عام والحياة الدراسية والمهنية بشكل خاص ، لكونها مجالات لتحقيق الذات وتفتحها وتحرير طاقاتها وفرصة للفرد للإتيان بمساهمته في تحويل محيطه وتشكيله ، وفرصة للتعبير عن أسلوبه في رسم ملامح مستقبله . إن أحسن طريقة لمنح أبنائنا هذه الفرصة تتمثل في ردم دعائم المدرسة التقليدية المنغلقة على الماضي العتيق، وإرساء دعائم المدرسة الموجهة المنفتحة على العصر وعلى المستقبل وعلى المآل ،مدرسة لها معنى ومنفتحة خصوصا على حاجات التلاميذ المتجددة واهتماماتهم وتعابيرهم الذاتية وتطلعاتهم وأحلامهم . ويبدو أن أحسن وسيلة لفهم أبنائنا تتمثل في قدرتنا على استيعاب عقلية هذا العصر ، كون « طفلك ليس ملكك ، إنه ابن زمانه» هكذا تحدث كنفوسيوس منذ زمان .

Mr ABED aime ce message

Revenir en haut Aller en bas
https://dnri2008.forumactif.org
 
المدرسة الموجهة… مقاربة تربوية متجددة
Revenir en haut 
Page 1 sur 1

Permission de ce forum:Vous pouvez répondre aux sujets dans ce forum
ORIENTATION PEDAGOGIQUE / CULTURE DE PAIX / MEDIATION :: ORIENTATION SCOLAIRE ET PROFESSIONNELLE التوجيه المدرسي والمهني-
Poster un nouveau sujet   Répondre au sujetSauter vers: